التحولات التي شهدها مجتمع المسلمين في الولايات المتحدة بعد 20 عامًا من التاسع من أيلول وكيفية تجليها بعد السابع من تشرين الأول
إيمان عبد الهادي ترجمة زياد فرًّان
.(English) اضغط هنا لقراءة هذا المقال باللغة الإنجليزية
وجدت زينب محمد نفسها مضطرة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى تغيير نشاطها اليومي، وهي طالبة جامعية فلسطينية في ولاية إيلينوي، في بداية سن العشرين. إذ بات صعبًا عليها الذهاب إلى المكتبة للدراسة أو التنزه في الحرم الجامعي مع أصدقائها. وأشارت إلى أنه من الصعب عليها القيام بواجباتها الأكاديمية أو أي واجبات أو أعمال أخرى. وهي تقضي معظم وقتها في شقتها، خوفًا من تعرضها للعنف الجسدي والمضايقات.
وأضافت: «أشعر بالقلق الشديد على الدوام أثناء تواجدي في الحرم الجامعي. إذ أشعر أن جل ما يتبادر إلى أذهان الناس حولي، عندما ينظرون إليّ، لا يتعدى الصور النمطية السلبية المنسوبة إلى العرب والمسلمين. بغض النظر عن اسمي وشخصيتي الفعلية.»
عندما وضعت زينب (التي طلبت ذكر اسم مستعار خوفًا من الاعتداءات) الحجاب للمرة الأولى قبل سنتين من اليوم، لاحظت أن خفقان قلبها يتسارع في كل مرة كانت تسير في الشارع. لطالما كانت تسير بحذر في حيّها، الذي تسكنه غالبية من البيض، إلا أنّ مخاوفها زادت بعد أن أصبح مظهرها مظهر مسلمة تقليدية بشكلٍ أوضح. غالبًا ما تتعرض النساء المحجّبات للتمييز وخطاب الكراهية ويواجهن شتّى أنواع المضايقات. وأشارت: «كلما اقتربت سيارة، أخاف أن تسرعَ أثناء عبوري للشارع. وأحاول دومًا أن أقنع نفسي بأن الوضع ليس كذلك، اهدئي فالناس لا تكرهك هنا.» تحققت مخاوفها في بداية شهر تشرين الثاني 2023، بعد تعرُّض الطالب العربي المسلم عبد الوهاب عميرة في جامعة ستانفورد للدهس من قبل سيارة صرخ سائقها: «تبًا لك ولشعبك» بحسب شهود عيان.
عمدت زينب مؤخرًا إلى ارتداء الكوفية بالإضافة إلى الحجاب، وهذا «مدعاة فخرٍ» لها بحسب تعبيرها، لكنه يزيد من منسوب القلق لديها فالكوفية «تضاعف إمكانية استهدافي.» تشهد الفترة الأخيرة تزايدًا في حالات الاعتداء اللفظي والجسدي على الذين يرتدون الكوفية، ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل في العالم أجمع. ففي الأيام الثلاثة التي تلت مقابلتي الأولى مع زينب أطلق رجل أبيض في مدينة برلينغتون، في ولاية فيرمونت، الرصاص على ثلاثة طلاب فلسطينيين يرتدون الكوفية ويتحدثون العربية. أفادت زينب: «إنّ حادثتَيْ الدهس وإطلاق النار رسّختا مخاوفي وأكّدتاها. أشعر الآن أنّني أكثر عرضةً للخطر من أي وقت مضى، فأنا امرأة، ومسلمة بشكلٍ واضح، وصغيرة الحجم.» لقد توقفتْ منذ ذلك الحين عن ارتداء الكوفية خارج الحرم الجامعي لأنّ «الخطر مرتفع جدًا.»
وأشارت: «ارتديها داخل الحرم الجامعي، ولكنني في حالة تأهب دائمة وأضع كمامة أيضًا لتغطية وجهي وبالتالي الوقاية من استقاء المعلومات الشخصية (doxxing) الذي بات خطرًا حقيقيًا علينا.» ثمّ أضافت: «لا أشعر بالأمان داخل الكلية.»
بعد 7 تشرين الأوّل، بلغت الاعتداءات اللفظية والجسدية على المسلمين في الولايات المتحدة مستويات لم تشهدها منذ التاسع من أيلول 2001. فزادت الرقابة على الآراء المناصرة للفلسطينيين بشكلٍ جنوني، لذلك يشعر كثيرون بالخوف والقلق ليس على سلامتهم الجسدية فحسب، بل على مصادر رزقهم أيضًا. عقدان من الزمن، منذ هجمات 11 أيلول، كانا كفيلين بإحداث تحوّلات عميقة داخل المجتمعات المسلمة، رسمت وحددت ملامح وأسس تعامل تلك المجتمعات مع الهجمات التي تتعرض لها حاليًا في الولايات المتحدة أثناء العدوان على غزة.
دفعت الحروب المتتالية على العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى الحرب العالمية ضد الإرهاب – وما رافقها من سياسات مراقبة على المستوى المحلي – المسلمين الأميركيين إلى الانخراط في العمل السياسي ضد الحرب، والميل إلى اعتماد مواقف الحزب الديمقراطي السياسية، واستئناف السعي إلى بناء تحالفات، واتّسع نطاق تلك المساعي بعد انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب والحظر الذي فرضه على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
ناضل عدد كبير من المسلمين، الذين نشأوا في ظل رهاب الإسلام ومعاداة المسلمين، من أجل قضايا مثل حقوق السود في الولايات المتحدة، والعدالة البيئية، وقوانين ضبط السلاح. وبالتالي تؤثر تلك التجارب بشكلٍ كبير على كيفية تناولهم وفهمهم للإبادة الجماعية في غزّة. لذلك، هم ينظرون إلى القضية الفلسطينية على أنّها قضية للمسلمين، بل يرَونها جزءًا محوريًا في قضية مركّبة تجمع بين معاداة الاستعمار، والنضال من أجل تحقيق المساواة بين الأعراق في مواجهة عقيدة تفوّق العرق الأبيض وعنف الإمبراطورية الأميركية. والسؤال الذي يُطرح في هذا الصدد، هل النضال من أجل الحفاظ على روح الولايات المتحدة يستأهل تحمُّل كل هذا العذاب.
يقول أحمد رحاب، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) – فرع شيكاغو، إنّ الشهرين الأخيرين كانا «الفترة الأكثر نشاطًا» خلال عمله السياسي في مكافحة جرائم الكراهية الممتد لعقدَيْن تقريبًا. مضيفًا، «شهدنا ارتفاعًا بنسبة 700 في المئة في حالات [جرائم الكراهية] بين 7 تشرين الأوّل و7 تشرين الثاني، مقارنة بالشهر السابق.» ومنذ 7 تشرين الثاني 2023، تلقى المجلس – فرع شيكاغو نحو ألف اتصال وأضاف 100 حالة جديدة إلى سجل الحالات.
تتراوح جرائم الكراهية، المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، بين التمييز، والتنمّر، والقتل. وأفاد المجلس – فرع شيكاغو أنّ في ولاية إلينوي وحدها، من بين الحوادث التي حصلت في تشرين الأوّل فقط، تعرّضت نساء مسلمات للمضايقات في أحد فروع متجر «ولمارت»؛ ورُشقت امرأة تعيش في الضواحي بالبيض؛ وتعرّضت عائلة للتهديد في أحد فروع «برغر كينغ»؛ وإلقاء أستاذ جامعي خطابًا معاديًا للمسلمين أمام طلابه؛ وحُرم أطباء من أصول فلسطينية من الإحالات؛ وانتقم أرباب عمل من موظفين دافعوا عن حقوق الإنسان؛ واعتدى رجل يعيش في الضواحي على رجلين مسلمين وهددهما بالقتل معلنًا «هذه أميركا.»
وفي ضاحية أخرى من ضواحي شيكاغو، قُتل وديع الفيومي البالغ من العمر 6 سنوات وجُرحت والدته على يد مالك شقتهما الأبيض، والبالغ من العمر 71 عامًا، وهو شخص يواظب على الاستماع إلى البرامج الإذاعية المحافِظة حتى بات مهووسًا بالعنف الحاصل في إسرائيل وفلسطين. صرخ فيهما «يجب أن تموتوا، أنتم المسلمون،» وطعن الفيومي 26 مرّة.
أدت هذه البيئة من العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، ومعاداة المسلمين، بالإضافة إلى ما يسميه أحمد «مستوى غير مسبوق من الرقابة،» إلى عزلة المسلمين الأميركيين. وأفاد كثيرون بأنّهم حصروا تفاعلاتهم الاجتماعية بالمسلمين الآخرين أو بعائلاتهم.
لفت زيشان أنور، موظف باكستاني أميركي في مجال التكنولوجيا في شركة صغيرة في إلينوي، إلى أنّ صمتًا مخيفًا يعمّ مكان عمله. وهو يشعر بارتياح نسبي لعدم اتخاذ شركته موقفًا داعمًا لإسرائيل كما فعلت شركات كبرى مثل «غوغل» و«مايكروسوفت.» يقول: «قد أكون محظوظًا أم غير محظوظ، لا أعرف،» مضيفًا أنّ أصدقاءه المسلمين في الشركات الأخرى يتعرضون للمضايقات على تطبيق محادثات العمل «سلاك» (Slack)، لكنّهم «يتفادون إثارة الموضوع في مكان العمل.» أثار أحد رؤسائه الموضوع بطريقة غير مباشرة قائلاً إنه «يريد أن يتأكد من أنّ الجميع بخير.» وبما أنه لا يعرف موقف زملائه في العمل، اختار أنور التزام الصمت على الرغم من قلقه الدائم.
زيشان وزينب، أسوة بالعديد من المسلمين الأميركيين، يتسمّران أمام مشاهد وأخبار تزايُد أعداد القتلى والدمار في غزة. وصمت زملائهم في العمل والجامعة يُشعرهم بأنهم يعيشون في عالم موازٍ خيالي، حيث تستمر الحياة وكأن شيئًا لم يكن. تقول زينب إنّها تشعر بأنّها «غير مرئية» داخل حرم الجامعة. وتضيف: «أرى الناس يتابعون نشاطهم اليومي بدون خوف من محو هويتهم عن بكرة أبيها، أو القلق من تعرّض إرثهم الإثني برمّته للإبادة والتطهير العرقي. حتى عندما نحاول توعية الناس على هذه الأمور من خلال التظاهرات الضخمة في الجامعة، يتابعون طريقهم من دون أن يلتفتوا إلينا وهم يضحكون ويواصلون حديثهم.»
تقول عليمة أديبايو (اسم مستعار)، طالبة نيجيرية أميركية في جامعة شيكاغو، إنّ معظم دائرة أصدقائها من غير المسلمين يلتزمون الصمت أيضًا. أحد أصدقائها المقربين يهودي؛ زار هذا الصديق إسرائيل خلال الصيف الماضي، وتحدّثا في مسألة تلك الرحلة. لكن، منذ 7 تشرين الأوّل، تشعر عليمة أن صديقها يتفادى التطرق إلى الموضوع، ما يؤشر إلى الجو العام في الحرم الجامعي.
كنت جالسةً في صف الدين وكان صوت المظاهرات في الخارج مسموعا في الصف, <قالت عليمه أقلقتني الطريقة التي تفاعل فيها زملائي مع الأحداث. بدا الأمر وكأنهم يحاولون تجنب الموضوع.» تدرك عليمة أنّ الصراع ليس دينيًا، لكنّها تتعجّب من امتناع الجميع عن مناقشة هذه المسألة. قائلةً: «نحن في صفّ متخصص في الأديان، وأعتقد أنّه مكان مناسب لإثارة هذا الموضوع. وأنا طالبة علوم سياسية وأعتقد أنّ هذه فرص ضائعة للحديث.»
الصمت يُشعر المسلمين ومناصرين حقوق الفلسطينيين بعدم الأمان. إذ قالت ليلي درويشي (اسم مستعار)، إيرانية أميركية تعمل في إحدى جامعات إلينوي، إنّها أثارت مسألة الحصول على ترقية مع مديرها مرّات عدّة قبل 7 تشرين الأوّل بكثير. كما احتفظت لنفسها بآرائها المؤيدة لفلسطين في مكان عملها، وحرصت على المحافظة على خصوصية صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لأنّ جامعتها أصدرت بيانًا مؤيدًا لإسرائيل، ونصف أعضاء هيئة التدريس تقريبًا في قسمها يهود إسرائيليون. ثم بعد بدء جرائم الإبادة بفترة وجيزة، تحدث مديرها معها على انفراد ليعلمها بعدم اعتقاده بإمكانية الترقية.
وأضافت ليلي «من أجل أن أتقدّم في مسيرتي المهنية عليّ في الواقع أن أترك القسم أو حتى المؤسسة. لا أعرف ما إذا كنتُ أتخيل أم أنّ الأمر مجرّد مصادفة. أعتقد أن كلا الاحتمالين وارد بنسبة 50%.» وفي حين أنّ تعريف جرائم الكراهية واضح من حيث دوافعها ونواياها، تبقى حالات لا تُحصى من حوادث التمييز والمضايقة (كتلك التي ذكرها كل من ليلي وعليمة وزيشان) المبهمة المعالم بما فيه الكفاية لتحيّر المسلمين وتجعلهم يشكّون في كونها عرضية، أو فقط غريبة، أو ذات دوافع سياسية، أو عرقية أو دينية. ولا شك أنّ هذه التوترات والتأثيرات المخيفة باتت من التداعيات الواضحة لمرحلة ما بعد 7 تشرين الأوّل.
علّق فرانك نيكولا، الذي يسكن في شقة في إلينوي مع زوجته وابنه البالغ من العمر 8 أشهر، على شرفة شقته يافطة كُتب عليها «براندون جونسون لمنصب العمدة.» مؤخرًا، قام رجل مسنّ بتوجيه كلمات وعبارات بذيئة في الشارع تحت تلك الشرفة، ومن جملة ما قال: «أنتم تدعمون براندون جونسون! أنتم تدعمون فلسطين!» ويحتار نيكولا ما إذا كان الرجل يهاجمه بسبب دعمه لعمدة شيكاغو التقدمي المنتخب مؤخرًا، أم لأنّه رأى نيكولا وزوجته الباكستانية يتجولان في الحيّ. يعتقد نيكولا أنّ الوجهين جائزان.
يحاول بعض المسلمين التخفيف من ظهورهم في الأماكن العامة، كتدبير احترازي.
عادةً ما ترتدي فرزانا علي، مهاجرة من الهند، اللباس الإسلامي الهندي التقليدي، لحضور صلاة الجمعة، ولكنها توقفت عن ذلك. وتقول إنّها «خائفة من ارتداء المنديل، بسبب عيون الناس التي تحدّق حين أركب الباص، أو أثناء تواجدي في الأماكن العامة،» بعد بداية العدوان على غزة. مضيفةً: «لم أعد أرتدي المنديل حتى خلال صلاة الجمعة. أنا خائفة.»
إنّ تجدُّد الخوف والعدائية يذكّر العديد من مسلمي جيل الألفية بطفولتهم بعد أحداث 11 أيلول. وقد أدّى إلى ردود فعل تراوحت بين الاستسلام والتحدي، ولكنّه لم يكن مفاجئًا على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، حافظت كينزا خان، محامية تعمل في شيكاغو، على هدوئها عندما بدأ شخص في الشارع يصوّرها وصديقاتها، ثم نعتهنّ بالإرهابيات وصرخ بهنّ أن يعُدن إلى بلدانهنّ. وتوعدهنّ «لن تجدن عملاً بعد اليوم.» وعلّقت كينزا على الحادثة قائلةً: «لم أشعر بضرورة الردّ بطريقة انفعالية فورية. لا بأس، لقد سمعت مثل هذه التعليقات من قبل، لم أتأثر بها… فهي ليست جديدة، إذ قد كبرتُ وأنا أسمع الناس يتّهمونني بالإرهاب بعد أحداث 11 أيلول.» في الواقع، صودف أنّ رجلًا أبيض، لا تعرفه كينزا، كان يقف بالقرب منها، وكان ينزع ملصقًا دعائيًا إسرائيليًا لصور المخطوفين من قِبل المقاتلين الفلسطينيين. وكما كتب الأستاذ في جامعة ييل غريغ غراندين في صحيفة «ذا إنترسبت،» اعتُبرت المنشورات «دعوة للحرب» فهي كانت تحمل الرسالة التالية: «نريدكم أن تشاركونا غضبنا من فظائع حماس، إلّا أنّ الألم والحق في الانتقام غير المحدود من حق لإسرائيل وحدها.» تعرّض الأشخاص الذين تم تصويرهم وهم ينزعون تلك الملصقات لحملات استقاء المعلومات الشخصية، ومضايقات وترهيب على المستوى الوطني. حتى أنّ جامعة نيويورك منعت طالبة سنة أولى من متابعة المحاضرات في الجامعة وعمدت إلى سحب منحتها الدراسية بسبب نزعها أحد هذه الملصقات داخل حرم الجامعة.
بعد هذه الحادثة بقليل، استيقظت كينزا صباحًا لتجد مئات الرسائل على هاتفها، وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبريدها الإلكتروني. في الواقع، كان الفيديو قد نُشر على الإنترنت، ونعتتها تلك الرسائل بالإرهابية، والمعادية للسامية، والمؤيدة لجرائم الاغتصاب. وتواصل المعتدون مع ربّ عملها، ومجلس أمناء المؤسسة غير الربحية التي تعمل لديها – وهي منظمة تقدّم الدعم لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي – اتصلوا أيضًا، بعميد كلية الحقوق حيث تعمل أستاذة مساعدة، وأغرقوا صفحات الكلية على مواقع التواصل الاجتماعي بالرسائل. كما تلقت مؤسسة غير ربحية إسلامية تقدّم لها خان المشورة مئات الرسائل التحريضية التي تؤكّد أنّ عملهم مع كينزا يجعل من المنظمة منظمة إرهابية.
أضافت كينزا، «في 11 أيلول، كانت سنّي 11 عامًا. كنت أتعرض للتهجّم في المدرسة وفي باص المدرسة. ولم يسعفني كوني مواطنة أميركية، مولودة ومترعرعة في شيكاغو، فكنتُ أشعر أنني مرفوضة وكأن شيكاغو ليست مدينتي. ولا أذكر أي مرحلة من مراحل حياتي من دون رهاب الإسلام.»
كانت صفية محجبين حينها في الصف الأوّل في مدرسة في مدينتها الأم، نيويورك، وهي اليوم طالبة ماجستير في جامعة شيكاغو. تعرّضت عائلتها، كغيرها من العائلات المسلمة، بعد فترة وجيزة لمضايقات أجهزة إنفاذ قوانين الهجرة. واستذكرت قائلةً إنّ عناصر «وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة قصدت منزلنا عند الفجر تقريبًا. ودخل العديد من العناصر إلى بيتنا وأخذوا أبي معهم. لم يطلعونا على سبب توقيفه ولا على المكان الذي سيقتادونه إليه، لم يطلعونا على أي معلومات على الإطلاق.» تركت هذه التجربة أثرًا عميقًا فيهم. مضيفةً، «لم ينزعج العناصر من كوننا أطفالاً وأنّهم يعتقلون والدنا أمام أعيننا.»
لم يعد والد صفية إلى المنزل إلا بعد أسابيع طويلة، ولم ينطق بكلمة واحدة عن تجربته منذ ذلك الحين. بعد عودة والدتها إلى البيت ذلك اليوم، جمعت أعمام صفية لمناقشة المشكلة. اعتقد أحدهم أن سبب الاعتقال هو لحية والد صفية - وهي إشارة إلى أنّه مسلم ملتزم بدينه. فيما ظنّ آخر أنّ سبب الاعتقال هو أنّه يدير حسابات المنظمة البنغلادشية الإسلامية الأكبر في الولايات المتحدة.
تقول صفية: «كان الأمر واضحًا لي منذ أن كنت في المدرسة المتوسطة. كانت عائلتي تعتقد أنّ هويتنا المسلمة جريمة في الولايات المتحدة، وأنّ السلطات الحكومية لا تعتبرنا مواطنين كاملي الحقوق، أو بشرًا بكامل معنى الكلمة.»
ذهبت صفية إلى المدرسة بعد بضع ساعات وكأنّ شيئًا لم يكن، حتى أنّها لم تخبر أصدقاءها بالحادثة – لأنّ ذلك عاديٌّ بالنسبة إليهم على نحو مؤلم. وأضافت: «كلنا هنا من عائلات مهاجرة، وقد هاجرت عائلاتنا إلى الولايات المتحدة بسبب أحداث مأساوية في بلداننا الأصلية. أمّا القيم الأميركية التي يتغنون بها فليست لنا، نحن دائمًا الاستثناء … لقد فهمنا ألّا مكان لهذه التجارب.»
أدركت صفية منذ سنٍّ صغيرة، أنّ تهميش المسلمين في الولايات المتحدة مجرّد امتداد للسياسات الخارجية الأميركية. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ كل من صفية وليلي وكينزا – جميعهنّ غير فلسطينيات – قلن إنّ بداية فهمهنّ لقضية فلسطين وتعرّفهنّ عليها تزامنت مع وعيهنّ للحرب على الإرهاب واعتداء الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان.
شاركت عائلة صفية في التظاهرات المناهضة للحرب منذ أن كانت طفلة. وأضافت، «كنا نقاوم آلة الحرب الأميركية التي كانت تدمّر العراق وأفغانستان.» وتابعت: «كما انخرطنا في قضايا كثيرة مرتبطة بمنطقة جنوب آسيا، مثل عدوان الهند على بنغلادش والأنشطة والمساعي السياسية المرتبطة بتلك الأحداث. ومن حين لآخر كنّا نتظاهر من أجل فلسطين.»
مع الوقت، لم تعد صفية تعتبر قضية فلسطين مجرّد قضية جيوسياسية متأصلة في الإمبراطورية الأميركية، إنّما انعكاس حقيقي للسياسات الأميركية الداخلية. وأضافت، «تعلمنا عن إبادة الشعوب الأميركية الأصلية، واستعباد السود، وحقبة جيم كرو، وصرنا اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا للواقع.»
في مدرستها الثانوية حيث الأكثرية من السود، كانت البرامج التعليمية للتلاميذ الموهوبين تضمّ تلاميذ بيض فقط. وكان التلاميذ البيض يسكنون المناطق الأكثر ثراءً، بينما يعيش عدد كبير من التلاميذ السود في المساكن الشعبية. ومثلها مثل العديد من الأميركيين المسلمين من غير السود والأميركيين السود الآخرين، تمكنت من فهم الرابط بين القضايا المختلفة.
وتابعت: «شهدتُ المعاملة التي يحظى بها زملائي السود وتعرّفت على النضالات التي اضطروا لخوضها، وفهمت أنّ للولايات المتحدة بالنسبة إلى البيض شيء، وبالنسبة إلى السود شيء آخر. ثمّ يمكن إدراك التقاطع بين عذابات المسلمين حول العالم وبين عذابات السود والسكان الأصليين.»
لاحقًا، واظبت صفية على المشاركة الفاعلة في حركة «حياة السود مهمة» إلى جانب عدد كبير من المسلمين الآخرين.
لفتت صفية الانتباه أيضًا إلى الرابط بين النضال الفلسطيني، ونضال السود، ونضال الشعوب الأميركية الأصلية، مشيرةً إلى أنّ «ما يحدث في فلسطين الآن يشبه إلى حدٍّ كبير ما حدث لسكان أميركا الأصليين في الولايات المتحدة قبل 300 عامًا. والنضال ضد الفصل العنصري لا يختلف كثيرًا عن الفصل العنصري الذي كان مفروضًا في جنوب أفريقيا وعن نضال السود داخل الولايات المتحدة – وطريقة التعامل السيئة مع مجتمعات السود وذوي البشرة الداكنة في الولايات المتحدة.»
أشارت ساهر سيلود، عالمة الاجتماع في جامعة سيمونز، التي تدرس تجارب المسلمين الأميركيين مع المراقبة، إلى أنّ مقاربة هذا الجيل لقضية فلسطين تبلورت بشكلٍ جوهري استنادًا إلى التحالفات التي بنيت خلال العقدين الأخيرين. وتقول: «مقارنةً بالجيل الذي أجريتُ معه المقابلات سنتَيْ 2008 و2009 بشأن 11 أيلول، هذا الجيل مختلف تمامًا. فهم راكموا الخبرات من خلال الانخراط في حركة حياة السود مهمة والعمل على قضايا مثل العدالة البيئية، والعدالة للمهاجرين، وضبط تفلّت السلاح.» كما ذكرت سيلود كيف عملت رابطة العدل من أجل المسلمين، وهي منظمة تأسست من أجل مكافحة المراقبة التي فُرضت على المجتمعات المسلمة في منطقة بوسطن، ولم يقتصر تأثير عملها على المسلمين، بل طال مجتمعات السود والمهاجرين. وتعاونت فيما بعد مع مجموعات محلية أخرى لمنع تأسيس مركز شرطة خاص أطلق عليه اسم مركز المخابرات الإقليمية في بوسطن، الذي كان من شأنه أن يسهّل وينسّق أعمال المراقبة بين مختلف الأجهزة الحكومية ومنها الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي.
في 2016، بعد مقتل فيلاندو كاستيل وألتون ستيرلينغ على يد الشرطة، شارك زيلي إيماني، المربي والناشط السياسي، في تأسيس حركة «حياة السود مهمة» في باترسون، في ولاية نيوجيرسي. وتُعتبر باترسون إحدى أكبر تجمعات الفلسطينيين الأميركيين في الولايات المتحدة.
لطالما كانت قضية فلسطين واضحة ومفهومة بالنسبة لزيلي.
إذ يقول: «كان والداي طالبَين أسودَين ناشطَين سياسيًا في سبعينيات القرن الماضي. نشأ والداي وهما يناضلان ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وضد الفصل العنصري في فلسطين.» وعلّمه والداه عن قمع الفلسطينيين ورهاب الإسلام، ولفت إلى أنّ «تاريخ حركات السود الراديكالية حافل بالتضامن مع شعب فلسطين، من مالكوم إكس إلى حزب الفهود السود.» وأضاف إيماني أنّ مدينة باترسون تشهد حالة من التضامن المتبادل والنشاط السياسي المشترك بين المجتمعات والحركات السياسية السوداء والفلسطينية. وتابع قائلاً: «الفلسطينيون شاركوا في تحركات سنة 2020 الاحتجاجية،» مشيرًا إلى الجهود المبذولة على المستوى المحلي والوطني لبناء علاقات التضامن والتعاون بين المجتمعات. واستكمل قائلاً: «بعد تلك التحركات، أطلقنا في مركز المجتمع الفلسطيني الأميركي مشروع برّاد الطعام المجاني في باترسون.» ويقول إيماني إنّ هدف البرّاد بناء علاقة شراكة متينة طويلة الأمد تستمر بعد انتهاء الأزمات، «لا يمكننا انتظار مقتل شخص أسود آخر، أو فيديوهات لأطفال فلسطينيين يُسحبون من تحت الركام لبدء بذل جهود التعاون بيننا.»
ينشط زيلي وفرع حركة «حياة السود مهمة» في باترسون، منذ 7 تشرين الأوّل، في تنظيم فعاليات وتظاهرات ضد جريمة الإبادة، مثلهم مثل العديد من المنظمات السوداء في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف زيلي، «لطالما كنا أوّل المعبّرين عن تضماننا معهم. ونحن لا نحضر فحسب، بل نشارك في عملية التنظيم أيضًا.»
أما هديل عبد الفتّاح، وهي فلسطينية مولودة في شيكاغو فتقول إنّ تركيبة التظاهرات المناصرة لفلسطين تغيّرت مع بدء العدوان على غزة. مشيرةً إلى أنّ «مستوى الوعي والدعم للفلسطينيين يصل غير مسبوق. فمن يشارك في التظاهرات أو حتى يرى صورها يدرك أنّها لم تعد تضم أغلبية فلسطينية.»
من جهتها، أشارت النائبة عن ولاية إلينوي نبيلة سيد، في كلمتها أمام الحاضرين لحفل عشاء مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية – فرع شيكاغو السنوي، إلى أنّها كانت تشعر بالخوف من التحدث عن فلسطين إلى أن شاركت في مسيرة مؤلفة من 20 ألف شخص في شيكاغو. وأضافت: «نحن لسنا وحدنا، كنتُ مع والدتي في شيكاغو أمس وسرنا في الشارع مع أشخاص من خلفيات متنوعة.»
ونشهد اليوم زخمًا قويًا واضحًا نحو توحيد جهود المجتمعات المسلمة. وفي هذا الصدد، أضافت كينزا خان: «أعتقد أن هذا أدى إلى اتّحاد العديد منّا،» في إشارة منها إلى دعم المجتمع ومساعدته لها بعد تعرضها لحملة التهديدات الناتجة عن استقاء معلوماتها الشخصية. ويصف فرانك نيكولا التظاهرات من أجل فلسطين بـ «لقاءات لمّ الشمل» وبحسب تعبيره، كان من الجيد استعادة التواصل مع الآخرين على الرغم من الظروف الصعبة التي نمرّ بها.
وعلى المستوى السياسي، قال أحمد رحاب أن هذه اللحظة شكّلت «دعوة إلى التنبه.» ويضيف أنّ قبل تلك الأحداث، «شهدنا تحولاً ملموسًا داخل مجتمع المسلمين نحو الجمهوريين قائمًا بشكلٍ حصري على نقاشات إيديولوجية الجندر.»
بالفعل، أثارت الرسالة المعادية لمجتمع الميم، التي كتبها ووقّعها أكاديميون مسلمون أميركيون، جدلًا كبيرًا في 2023، لا سيما أنّهم أعلنوا فيها أنّ المثلية الجنسية غير مقبولة من وجهة نظر الدين الإسلامي، وتأسفوا على اعتماد التعليم الكويري في المدارس الحكومية، ودعوا السياسيين إلى «حماية حقنا الدستوري في ممارسة معتقداتنا الدينية بكل حريّة.» (عارضت شخصيات مسلمة كثيرة تلك الرسالة بشدّة، وأشار استطلاع أجراه مركز بيو للبحوث أن ثلث المسلمين الأميركيين يعتقدون أنّ على المجتمع مكافحة المثلية الجنسية.)
يقول أحمد: «أعتقد أنّ الناس أدركت اليوم أنّ حدثًا واحدًا، أو حادثة واحدة، أو موقفًا واحدًا – هجومًا إرهابيًا واحدًا، أو شيئًا من هذا القبيل، لا سمح اللّه – يكفي ليتّضح أنّ رهاب الإسلام كان نائمًا فقط.» وأضاف أنّه ينبغي على المسلمين تحشيد قواهم في منصات ومجالات مختلفة منها الإعلام، والعمل الثقافي، والمنظمات الأهلية والانتخابات السياسية لمكافحة رهاب الإسلام ومساعدة المسلمين على التدخل في أحداث وقضايا يعتبرونها مهمة على المستوى السياسي، مثل قضية فلسطين.
ومع ذلك، لا تزال الطريق غيرَ واضحة. ففي حين راهن المسلمون في السابق على إمكانية حصولهم على موقع في الحزب الديموقراطي، يشعر مسلمون كثر بخذلانٍ كبير من الانتخابات السياسية، ولا سيما من الرئيس جو بايدن. في هذا السياق، يقول رحاب: «أدى ذلك إلى تقليص احتمالية تماهي المسلمين تلقائيًا مع الحزب الديموقراطي.» هو لا يعتقد أنّ المسلمين ينتقلون بأعداد كبيرة إلى التصويت للحزب الجمهوري، بل أنّ ولاءهم للحزب الديموقراطي لم يعد من المسلّمات. وتابع قائلاً: «تسود المجتمع المسلم حالة من الغضب العارم، فالعديد من الناس جاهزون وينتظرون الانتخابات لمعاقبة الديموقراطيين الذي خانوا أصوات المسلمين. وهذا ما سيؤدي دورًا حاسمًا في العديد من الانتخابات، الرئاسية ضمنًا.»
في الواقع، قطع عدد كبير من المسلمين والعرب علاقتهم مع بايدن. حتى أنّ مجموعة من المسلمين، في عدد من الولايات المتأرجحة، أطلقت حملة ضد بايدن. وبحسب مقالة ثاقب باتي في «إن ذيز تايمز،» لم يعتبر المسلمون في يوم من الأيام أن الحزب الديموقراطي مناصر للمسلمين، منتقدًا موقفهم الضعيف من رهاب الإسلام محليًا وحرب الطائرات من دون طيار أثناء ولاية أوباما. فحجة «أهْوَن الشرَّيْن» باتت أقل إقناعًا. وأشار ثاقب في مقالته إلى أنّ «لا شيء يمنعنا من التصويت استنادًا إلى مسألة واحدة، لا سيما إن كانت تلك المسألة هي إبادة.» بالنسبة إلى الطلاب مثل زينب محمد، محاولات بايدن لمعالجة مشكلة رهاب الإسلام تافهة وضعيفة. تقول زينب : «أطلق بايدن مؤخرًا، بعد 7 تشرين الأوّل، برنامجًا لمكافحة رهاب الإسلام، وهذا ممتاز، لكننا لسنا أغبياء وندرك الهدف منه.» وبالفعل، اتُّهم البرنامج، الذي أعلنت عنه نائبة الرئيس كامالا هاريس بعد تعالي أصوات تنتقد إدارة بايدن، بأنّه منافق. تقول زينب : «خسر بايدن فعليًا أصوات المسلمين والعرب وجيل ما بعد الألفية (الجيل زد)، ويحاول الآن استعادتها بطرق لا تحقق ما نريده بالفعل.» سعى الناشطون المسلمون والمناصرون لفلسطين سعيًا دؤوبًا لدفع إدارة بايدن إلى الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، كما أدانوا دعمها بالقول والفعل لإسرائيل.
في حين يحاول المسلمون الأميركيون التعامل مع الحزن، والألم، والعزلة، والتخطيط في آن واحد، يعيد المهاجرون المسلمون المستجدون النظر في مكانهم من أساسه في هذه الدولة. ومنهم، مجدي عبد الرحمن (اسم مستعار)، الطالب المصري البالغ من العمر 20 عامًا، الذي وصل إلى شيكاغو في أواخر شهر أيلول 2023 لمتابعة دراسته لسنة واحدة في برنامج ساويريس الأكاديمي المرموق في جامعة شيكاغو. وفي الطلب الذي قدمه للحصول على هذه الفرصة، كتب أنه أراد اختبار الحياة في مجتمع متعدد الثقافات. وبعد أسبوعين من وصوله، بدأت الحرب على غزة.
بدأ مجدي بالمشاركة في التظاهرات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار وسحب استثمارات الجامعة في إسرائيل داخل حرم الجامعة.
يقول مجدي: «شعرتُ بصدمة كبيرة في إحدى المسيرات بأنّ أحدهم يصرخ في وجهي: أنت تدعم الإرهاب، أنت إرهابي، أنت قاتل. وعندها تعجبت وصُدمت: أنا؟ كيف يمكن لأحد أن ينعتني بهذه الصفات؟» فهو لم يختبر تجربة كهذه في حياته من قبل. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الطلاب المصريين الملتحقين ببرنامج ساويريس الأكاديمي يقدمون طلبات للانتقال إلى جامعة شيكاغو بعد نهاية مشاركتهم في هذا البرنامج الممتد على سنة واحدة. ويقول مجدي إنّ زملاءه المصريين منقسمون. فجميعهم يعتقدون أنّ التعبير عن مناصرتهم لفلسطين يضرّ بفرص بقائهم في الولايات المتحدة. بعضهم يبقى صامتًا في حين يشارك البعض الآخر في التظاهرات والاعتصامات وإضاءة الشموع. ويدرك عبد الرحمن أن استكماله التعليم الجامعي في الولايات المتحدة يتيح له فرصًا أفضل، فهو أتى إلى هنا ناويًا تقديم طلب انتقال لاحقًا. لكنّه يقول «بعد ما حصل، لست متأكدًا من رغبتي في البقاء هنا،» مضيفًا أنّه لم يعد متأكدًا حتى من أنه سيقدم الطلب، «حتى لو قدمتُ الطلب وفي حال حصلتُ على القبول… يعني ذلك أنني سأتواجد في مكان يعتبرني البعض فيه إرهابيًا – وهذا غير مقبول بالنسبة إليّ.»
لا تعتبر تجربة مجدي حالة شاذة. فقد أفادت فرزانا علي، التي تعيش في إلينوي منذ خمسة أعوام بصفتها عالمةً في ملاك الجامعة، أن العمل في الولايات المتحدة رفع من مستوى مهاراتها وعزز تجربتها المهنية، ولاسيما وأنها حصلت على جوائز عدّة. وتمكنت من الوصول إلى مستوى مهني أعلى بفضل إنجازاتها. ولكنها أشارت معلقةً: «إن طُلب مني التعبير عن رأيي الشخصي بالولايات المتحدة، سأقول إنه على الأرجح ليس مكانًا ملائمًا للمسلمين.»
SPECIAL DEAL: Subscribe to our award-winning print magazine, a publication Bernie Sanders calls "unapologetically on the side of social and economic justice," for just $1 an issue! That means you'll get 10 issues a year for $9.95.
إيمان عبد الهادي أكاديمية وناشطة سياسية وكاتبة تركّز في عملها الأكاديمي على التقاطع بين النوع الاجتماعي، والجنسانية، والدين، والسياسة. وهي أستاذة جامعية مساعدة وعالمة اجتماع في جامعة شيكاغو، حيث تجري أبحاثها مع المجتمعات الأميركية المسلمة. وشاركت إيمان في تأليف مقالة كل شيء للجميع: التاريخ الشفهي لكومونة نيويورك، 2052-2072.